غالبًا ما تتشابه الشركات الناشئة (Startups) والشركات الصغيرة والمتوسطة (SMEs) في أذهان الكثيرين، فكلاهما
كيانات صغيرة ينشئها رواد أعمال استجابةً لاحتياجات السوق، بهدف النمو والربحية
والبقاء. ومع ذلك، هناك اختلافات جوهرية تميز كل نوع، خاصةً في تعريفاتها ونهجها
تجاه الابتكار والتوسع.
تعريف الشركات الصغيرة والمتوسطة (MSMEs)
يُستخدم مصطلح "الشركات
متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة" (MSMEs) لوصف
الشركات بناءً على حجمها. من المهم الإشارة إلى أنه لا يوجد تعريف موحد عالميًا
للشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة. تختلف هذه التعريفات باختلاف التشريعات
الوطنية، ويعود ذلك أساسًا إلى أن حجم الشركة يتناسب مع حجم الاقتصاد الوطني
المعني.
على سبيل المثال، تُعرّف منظمة
التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة بأنها
تلك التي توظف ما يصل إلى 249 شخصًا، مقسمة على النحو التالي:
· متناهية الصغر/مصغرة: من
1 إلى 9 موظفين.
· صغيرة: من 10 إلى 49 موظفًا.
· متوسطة: من 50 إلى 249 موظفًا.
إذا كانت الشركة تعمل في نشاط
اقتصادي، فإنها تُعتبر مؤسسة بغض النظر عن شكلها القانوني.
الشركات الناشئة: الابتكار
والتوسع السريع
مثل الشركات الصغيرة والمتوسطة،
لا يوجد تعريف دولي موحد لمصطلح "الشركة الناشئة". ولكن بشكل عام، تُعرف
الشركات الناشئة بأنها شركات متناهية الصغر أو صغيرة نظرًا لحداثة وجودها في
السوق. ومع ذلك، تتميز أيضًا بـ**"نهج مبتكر"**، والذي يمكن أن يشمل:
· نموذج عمل مبتكر.
· استخدام تكنولوجيا تمكنها من التوسع بسرعة.
وبالتالي، يمكن للشركات الناشئة
أن يكون لها تأثير كبير على الاقتصاد من خلال توليد إيرادات عالية وخلق فرص عمل.
أحد أكثر التعريفات شيوعًا
للشركات الناشئة هو الذي طوره الاتحاد الأوروبي واستخدمه "مراقب الشركات
الناشئة الأوروبي". يعرف هذا التعريف الشركات الناشئة بثلاثة معايير رئيسية:
أ) أن تكون الشركة قائمة منذ أقل
من عشر سنوات.
ب) أن تُقدم تقنيات مبتكرة
و/أو نماذج أعمال جديدة.
ج) أن تُشرك عددًا كبيرًا من
الأشخاص و/أو أن يكون لديها مبيعات متزايدة )مؤشر
على التوسع(.
الاختلاف في النهج: الاستدامة
مقابل النمو السريع
يكمن أحد أبرز
الفروقات بين الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة في النهج الأساسي الذي تتبعه
كل منها:
الشركات الصغيرة والمتوسطة: تُؤسس
عادةً بناءً على أبحاث ودراسات سوق دقيقة لضمان الاستدامة الاقتصادية منذ البداية. يفضل مؤسسو
الشركات الصغيرة والمتوسطة الحصول على ضمانات مثل طلب السوق المؤكد، تقدير
التكاليف بدقة، ووجود عملاء واضحين. هذا النهج الحذر يؤدي عادةً إلى تباطؤ في
الأداء والنمو، مما يجعل الشركات الصغيرة والمتوسطة محدودة جغرافيًا، حيث يتركز
تركيزها على الاستقرار الاقتصادي أكثر من التوسع السريع.
الشركات الناشئة: تسعى إلى
النمو السريع
والتوسع، وغالبًا ما تكون مستعدة لتحمل مخاطر أكبر في سبيل تحقيق ذلك. يعتمد
نجاحها على الابتكار والقدرة على التكيف والتوسع في أسواق جديدة، حتى لو لم تكن
هناك ضمانات مسبقة للطلب أو الربحية.
نوضح من خلال المحاور التالية أوجه الاختلاف بين الشركات
الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة.
على الرغم من أن كلتا الفئتين
تمثلان جزءًا حيويًا من الاقتصاد، إلا أن الشركات الناشئة تتميز بالابتكار والتوجه
نحو التوسع السريع، بينما تركز الشركات الصغيرة والمتوسطة على الاستدامة والنمو
المطرد. فهم هذه الفروقات يساعد رواد الأعمال والمستثمرين على اتخاذ قرارات
مستنيرة وتحديد المسار الأنسب لأعمالهم.
إرسال تعليق