U3F1ZWV6ZTM4NDgxMTk4MDE3NjZfRnJlZTI0Mjc3MjY3MjA5NDU=

مقاربات المقاولاتية / مقاربات ريادة الأعمال


مقاربات ريادة الأعمال

مقدمة

المقاولاتية مجال ضم العديد من التخصصات ودراسته يمكن النظر لها من عدة زوايا ومن وجهات نظر مختلفة. من قبل الاقتصاديين، علماء الاجتماع، علماء النفس، علماء السلوك، المختصين في التسيير ...الخ. حسب Stevenson et Jarillo 1990 فإن ثلاثة أسئلة يمكنها تلخيص جانب كبير من البحوث حول المقاولاتية:

* ماذا يحدث عندما يتصرف المقاول (يهتم بها الاقتصاديين)؟ الإجابة على هذا السؤال تدعو الباحثين الى الاهتمام بنتائج وآثار السلوك المقاولاتي أكثر من الاهتمام بالمقاول وأفعاله.

* لماذا يتصرف المقاول (يهتم بها المختصين في العلوم الإنسانية)؟ الإجابة على هذا السؤال توجه البحث نحو مقاربات تتمحور حول المقاول ولكنها تأخذ بعين الاعتبار مدى ملاءمة متغيرات المحيط.

* كيف يتصرف المقاول (يهتم بها الاستراتيجيين والمختصين في التسيير) ؟ الإجابة على هذا السؤال تدفع الباحثين الى الاهتمام بما يفعله المقاول والاهتمام بخصائص المسار المقاولاتي.

1.مقاربة انشاء المنظمات أو الظهور التنظيمي:

هو التصور الذي قدمه وطوره Gartner خلال السنوات 1988، 1990 و1993، ويدافع هذا التصور على فكرة أن المقاولاتية هي انشاء منظمات جديدة. وحسب هذا التصور، فإن دراسة المقاولاتية تهتم بدراسة نشأة المنظمات الجديدة، بمعنى أصح الأنشطة التي تسمح للأفراد بإنشاء وحدات جديدة. وبالتالي فالطهور التنظيمي هي العملية التنظيمية التي تؤدي الى ظهور منظمة جديدة.

تم تبني هذا التصور من قبل عدة باحثين من بينهم: Aldrich 1999، Thornton 1999، Sharma et Chrisman 1999، Hernandez 2001، بالإضافة الى باحثين تقاطعت بحوثهم مع هذا التصور من بينهم: Bouchiki 1993، Verstraete 1999. وهذا ما سمح بتكوين مجتمع من الباحثين يهتم تحديدا بهذا التصور الذي يهتم بإنشاء المنظمات حسب ما جاء في نظرية المنظمات أكثر من الانشاء حسب المسار المقاولاتي. من جهة أخرى يشير Bruyat 1993 الى: ليس كل انشاء لمنظمة يؤدي الى درجة تغيير كبيرة بالنسبة للفرد أو انشاء للقيمة بمستويات عالية، وهذا ينطبق على حالات الانشاء عن طريق التقليد، الانشاء عن طريق إعادة الإنتاج أو تحويل نشاط موجود. 

2. مقاربة الفرصة المقاولاتية:

تعرف المقاولاتية حسب مقاربة الفرصة المقاولاتية بأنها الدراسة العلمية لكيفية اكتشاف، تقييم واستغلال الفرص لإنشاء سلع وخدمات مستقبلية، وبالتالي فهذا المجال يتضمن دراسة مصادر الفرص، مسار الاكتشاف، التقييم والاستغلال والافراد الذين ينفذون هذا المسار. ويضيف Timmons 1994 الى أن التحكم في الموارد يسمح بتتبع الفرصة واستغلالها وهذا ما يسمى بإنشاء الفرصة كما ترتبط الفرصة كذلك بالبحث عن المعلومات وكيفية استغلالها.

تقوم هذه المقاربة أيضا كسابقتها على الظهور، ولكن يتعلق الامر هنا بظهور نشاط اقتصادي جديد وهو ليس بالضرورة ظهور منظمة جديدة. كما استعرضت هذه المقاربة بعض المشاكل الأساسية في دراسة العملية المقاولاتية، حيث تفترض ان الفرص متواجدة في المحيط كما هي، يجب فقط امتلاك القدرة على تحديدها من أجل امتلاكها وتحويلها الى حقيقة اقتصادية ونشاط اقتصادي، ذلك أن الفرص المقاولاتية تتشكل خلال مسار انشاء المؤسسة ولا تعد هي نقطة البداية.  

 وعلى الرغم من أن التعرف على الفرص المقاولاتية هي عملية ذاتية في حين أن الفرص في حد ذاتها هي ظاهرة موضوعية ومعروفة لجميع الأطراف وفي جميع الأوقات وهذا ما يطرح فكرة موضوعية/ذاتية الفرص.

3. مقاربة انشاء القيمة:

بالنسبة لهذه المقاربة فالموضوع العلمي الذي يستحق الدراسة في مجال المقاولاتية هو الحوارية (فرد/انشاء القيمة). مبدأ الحوارية المقترحة من قبل Morin تقوم على أن مجموعة من العوامل يمكن تجميعها في وحدة بطريقة مركبة (تكاملية، تنافسية أو تضادية) بدون ان تفقد الازدواجية ضمن الوحدة بمعنى لكل عامل تفكير خاص بذاته.

وحسب هذه المقاربة، فإن الفرد هو شرط ضروري لإنشاء القيمة وهو من يحدد أساليب الإنتاج، الحجم...الخ، وبالتالي فهو العامل الرئيسي، ومنه تكون العلاقة بينهما كالتالي: الفرد ...........انشاء القيمة

كما تحتل انشاء القيمة المكانة الأساسية في حياة الفرد من خلال تأثيرها على (نشاطه، أهدافه، موارده، المكانة الاجتماعية) وهي قابلة لتغيير خصائصه (خبراته، مهاراته، قيمه، مواقفه) وبالتالي فالعلاقة كالتالي: انشاء القيمة............الفرد

وتركز هذه المقاربة على الطبيعة المبتكرة للقيمة-قيمة جديدة-حيث أن القيمة الناتجة عن المسار المقاولاتي تكون جديدة عندما يكون/ أو سيكون التغيير كبير في المحيط المتعلق مباشرة بالمسار.

بالنسبة لـ  VERSTRAETEفمقاربة انشاء القيمة مكملة لمقاربة انشاء المنظمات 1999، كما أشار في 2002، 2003 الى أن مقاربة انشاء القيمة مرتبطة بالابحاث حول مقاربة أصحاب المصالح.

وتبقى هذه المقاربة كباقي المقاربات تضمنت بعض الانتقادات من بينها أن العديد من المسارات processus التي لاتتعلق بظاهرة مقاولاتية وتنتج عنها قيمة جديدة. 

4. مقاربة الابتكار:

وهي أقدم مقاربة ويعود مفهومها للاقتصادي Schumpeter وأيضا مساهمات المدرسة النمساوية. فالبنسبة لـ Schumpeter للمقاول دور خاص واساسي في تطور النظام الاقتصادي الليبيرالي، وهو مصدر الابتكارات الجديدة في أسواق جديدة وهو من يقوم بإنشاء المؤسسات، مناصب الشغل كما يساهم في تجديد وإعادة هيكلة النسيج الاقتصادي. كما أن المقاول هو المبتكر الذي يولد التدمير الخلاق destruction créatrice الذي هو ناتج المنتجات الجديدة ونماذج الاعمال التي تنطلق في السوق وتحل محل المنتجات القديمة، كما أن مصدر التدمير الخلاق هو مصدر الديناميكية الصناعية والنمو على المدى الطويل.

وحسب هذه المقاربة، فالابتكار يتعلق بالمنتجات الجديدة، طرق انتاج جديدة، منظمات جديدة، أسواق جديدة، مصادر تموين جديدة و/أو هياكل أسواق جديدة.

ويشير الابتكار الى قدرة المقاول على تقديم أفكار جديدة لتقديم منتجات جديدة أو إعادة تنظيم المؤسسة. فالابتكار هو انشاء مؤسسة مختلفة عما هو موجود من خلال اكتشاف أو تحويل المنتجات وتقديم طريقة جديدة للإنتاج، التوزيع أو البيع.

5.التكامل بين مقاربات المقاولاتية:

المقاولاتية ظاهرة معقدة تجعل حصرها في مقاربة واحدة لتحديد جوانبها أمرا صعبا، لذلك من الاجدر اللجوء الى قراءة متعددة المقاربات من أجل هيكلة مجال المقاولاتية. وقد عرف Paturel المقاولاتية باستخدام المقاربات الأربعة، فانطلاقا من فكرة معينة، يسمح استغلال فرصة في إطار منظمة بإنشاء أو استئناف ثم تطوير وذلك وفق مسار معين بما يؤدي الى إنشاء قيمة جديدة أو قيمة متواجدة. كما أن Verstraete في كتابه المقاولاتية: مقاربة نظرية عرف المقاولاتية باستخدام مقاربة الابتكار حسب مفهوم Schumpeter و Drucker ومقاربة انشاء المنظمات حسب مفهوم Gartner، ويشير الى ان المقاولاتية ظاهرة غير متجانسة ومظاهرها متعددة ومعقدة بحيث لا يمكن حصرها في تعريف واحد أو مقاربة واحدة، وبالتالي فإن التكامل بين المقاربات المختلفة واضحا من كل النواحي حسب Gartner والذي استخدم ابعاد مفتاحية في تعريف المقاولاتية من بينها الابتكار، انشاء المنظمات، انشاء القيمة.

ولتوضيح التكامل بين المقاربات الأربعة، سنقوم بتوضيح العلاقات بين المقاربات كمايلي:

العلاقة 1-الفرصة وانشاء المنظمات: من أجل استغلال فرصة الاعمال يجب اللجوء الى التنظيم، ويتم تجميع الموارد المختلفة لتكوين منظمة (المسار و/ أو نتائجه).

العلاقة 2-انشاء المنظمات وانشاء القيمة: المنظمة لا يمكن أن تكون مستدامة دون تقديم القيمة المنتظرة من قبل أصحاب المصلحة والذين تحصل منهم المنظمة على الموارد الضرورية لسيرها.

العلاقة 3-انشاء القيمة والابتكار: تكون القيمة المقدمة جد مهمة عندما ترتبط مع وجود ابتكار سواء كان تنظيمي، تقني أو تجاري. إذا ربطنا الابتكار مع الحداثة nouveauté يمكن القول أن المنظمة الناشئة عن ظاهرة مقاولاتية هي حديثة حتى ولو كانت من بنية موجودة سابقا، وبالتالي فإن القيمة المقدمة جديدة لأنها منشأة من قبل منظمة جديدة او لأنها تقدم عرض أصلي original  لم يقدم من قبل.

العلاقة 4-الفرصة والابتكار: يساهم الابتكار في انشاء فرصة في السوق، تقديم منتج جديد أو ظهور منظمة جديدة في السوق أو القطاع.

العلاقة 5-انشاء المنظمات والابتكار: إن استغلال الابتكار يؤدي الى انشاء منظمة، ووجود المنظمة يشجع التفاعلات الإبداعية الضرورية للابتكار.

العلاقة 6-انشاء القيمة والفرصة: لا يمكن استغلال فرصة الا إذا كان احتمال انشاءها للقيمة موجود على الأقل بالنسبة لمن حدد الفرصة (تحديد الفرصة قد تعني اكتشافها أو استغلاها أو الاكتشاف والاستغلال معا).



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة