U3F1ZWV6ZTM4NDgxMTk4MDE3NjZfRnJlZTI0Mjc3MjY3MjA5NDU=

إشكالية التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات الصغيرة و المتوسطة

 

التخطيط الاستراتيجي

مقدمة

في إطار المحيط التنافسي الذي تنشط فيه المؤسسات الصغيرة و المتوسطة، ازداد الاهتمام بالتخطيط الاستراتيجي كمنهجية ومقاربة تبرز من خلالها إشكالية الفجوة الإستراتيجية، حيث يعتبر تحليل الفجوة الإستراتيجية كأحد الأدوات و الأساليب التي يمكن استخدامها في مجالات التحليل الاستراتيجي، وذلك لمقارنة الأداء الحالي و المستقبلي والمتوقع من الموارد التي يمكن الحصول عليها مستقبلا، واستخدامها في مجال التقييم و الرقابة الإستراتيجية من جهة، وتوليد القدرة وتوفير المهارات التحليلية وتحديد الخبرات الإستراتيجية المثلى التي تساعد المؤسسة على البقاء و الاستمرارية.

التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات الصغيرة و المتوسطة

تشير العديد من الدراسات إلى وجود عملية التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات الصغيرة و المتوسطة، ولكنها غير كاملة، غير مهيكلة، غير منتظمة، متقطعة، غير رسمية و تمارس كرد فعل. حيث يعتبر مسيري المؤسسات الصغيرة و المتوسطة التخطيط الاستراتيجي كعملية معقدة و مركبة تتطلب وقتا كبيرا، وهذا الطرح يحد من الاعتماد على التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات الصغيرة و المتوسطة.

مقاربة التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات الصغيرة و المتوسطة

التخطيط الاستراتيجي هو أداة تسيير لمساعدة المسير على تحسين أداءه مع ضمان مشاركة جميع الأفراد في تحقيق نفس الأهداف، مع الضبط المستمر لتوجه المؤسسة في سياق متغير، بناء على النتائج المحققة.

كما أن التخطيط الاستراتيجي عملية منهجية تهدف إلى تحديد إمكانيات نجاح المؤسسة وإيجاد طرق لإنشاء هذه الإمكانيات و الحفاظ عليها، كما أن إنجاز الأهداف الأساسية للمؤسسة على المدى الطويل يتطلب إنشاء إمكانيات النجاح و الحفاظ عليها من خلال ثلاث طرق:

- وضعيات قوية في الأسواق الجذابة: وهي نتيجة لحصص سوقية مهمة في الأسواق أو الأسواق المتخصصة، حيث أن جاذبية الأسواق تعتمد على أحجامها، معدل نموها و كثافتها التنافسية.

- مزايا تنافسية على مستوى العرض: عدة طرق تسمح باكتساب وضعيات قوية في الأسواق عن طريق أحسن جودة للمنتجات، أحسن خدمات للزبائن، إعلان أكثر فعالية أو مكثف أو مزايا متعلقة بالأسعار.

- مزايا تنافسية على مستوى الموارد: ونعني بها الموارد بصفة عامة، ليس فقط الموارد التكنولوجية المهمة، الموارد البشرية، أنظمة المعلومات و الموارد المالية، وإنما نعني أيضا عوامل أخرى أو ماتسمى soft facteurs كثقافة المؤسسة، السمعة وصورة العلامة التجارية، فموارد المؤسسة لديها قدرات معقدة كالقدرة على الابتكار، القدرة على التعاون و مهارة التغيير.

عوائق استخدام التخطيط الاستراتيجي في المؤسسات الصغيرة و المتوسطة حسب المنظور الكلاسيكي للإستراتيجية

- هشاشة هذا النوع من المؤسسات بسبب محدودية مواردها، فهي تنشط في محيط معقد و مضطرب، فعدم القدرة على التنبؤ هي ثابتة في حياة المؤسسات الصغيرة و المتوسطة.

- نظرا للمكانة المركزية التي يحتلها المالك-المسير، فهو دائم الاهتمام بالبعد التشغيلي لأنشطة المؤسسة و بالتالي تقل قدراته في معالجة القضايا الإستراتيجية.

- المرونة الهيكلية هي خاصية أساسية استراتيجية للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة، فهذه الأخيرة ليست لديها نفس القدرات كالمؤسسات الكبيرة في استخدام مواردها لإجراء تغييرات في المحيط لجعله أكثر ملائمة لتلبية احتياجاتها. يجب أن تكون للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة طريقة عضوية للهيكلة و إعادة الهيكلة بدلا من الطريقة الآلية و السلمية (الهرمية)، و بالتالي فالمرونة هي القاعدة الطبيعية لإستراتيجيتها ولذلك فإن استغلال الأسواق المتخصصة هي الممارسة الإستراتيجية النموذجية.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة