U3F1ZWV6ZTM4NDgxMTk4MDE3NjZfRnJlZTI0Mjc3MjY3MjA5NDU=

ما هو مخطط الأعمال؟

الحجم

 

business plan



لازال مفهوم مخطط الاعمال يثير الجدل حول فائدة استخدامه في المسار المقاولاتي، فهو يعتبر ككرة الكريستال بالنسبة لبعض الباحثين ويعتبر كمسار اجباري مفروض من طرف الممولين بالنسبة لباحثين اخرين. فالالتباس يحصل بين مفهوم مخطط الاعمال كنتيجة (الوثيقة) ومخطط الاعمال كمسار هذا من جهة. من جهة أخرى فاللبس يحدث بين أهداف مخطط الاعمال كأداة اتصال وكأداة استراتيجية.

1- مفهوم مخطط الاعمال:

مخطط الاعمال هو ملف تحليلي لتمثيل مشروع مقاولاتي (انشاء، استئناف...الخ)، كما يعد منهج تحليل استراتيجي يقوم على تحضير اسقاط للمستقبل وتمثيل للوسائل الضرورية لتحقيق هذه الرؤية. كما يستعرض مخطط الاعمال خطة عمل مفصلة من أجل توضيح جدوى ومردروية المؤسسة المستقبلية.

2- أهداف مخطط الاعمال:

تتمحور أهداف مخطط الإهمال حول بعدين أساسيين هما كمايلي:

2-1 مخطط الاعمال كأداة للاتصال يعتبر كبطاقة تعريف للنظام فرد/مشروع، حيث يمثل همزة وصل ووسيط بين الثنائية (مقاول/مشروع) ومحيطه الشخصي (فريق العمل، الشركاء، أصدقاء، العائلة...) أو محيطه المهني (الشركاء، الإدارات العمومية، البنوك، المستثمرين، الجماعات المحلية...).

2-2 مخطط الاعمال كأداة استراتيجية يعتبر كأداة للتفكير الاستراتيجي، أداة للتوقع و المحاكاة.

انطلاقا من البعدين الرئيسين ينتج لنا أربعة أبعاد ممثلة كمايلي:

أ- أداة اتصال داخلي: يسمح مخطط الاعمال بالإعلام الدوري للأطراف الآخذة وتحفيز مختلف المساعدين من خلال تقديم رؤية واضحة لمساهمة كل طرف في المؤسسة.

ب- أداة اتصال خارجي: يسمح مخطط الاعمال بإعطاء معلومات حول المشروع وإبراز قيمته من خلال تسويق المقاول، فريقه ومشروعه. وتبرز فعالية الاتصال عندما يتكيف مخطط الاعمال مع مهنة، أهداف وممارسات الجهة المستهدفة.

ج- أداة استراتيجية داخلية: يسمح مخطط الاعمال للمقاول بتوضيح أفكاره، اقناع نفسه أولا بجدوى وملائمة الفرصة، واختبار قدرته في التحكم في مختلف جوانب المشروع، ومحاولة تقريب التوقعات من الواقع. 

كما يعتبر مخطط الاعمال أداة قيادة فعالة ترشد فريق العمل للأعمال الواجب تنفيذها والتنسيق بين مختلف مساهمات فريق العمل والتكامل بينها في مفهوم موحد logique commune، كما يسمح بمتابعة الاعمال المنجزة باعتباره مرجع لانطلاق الأنشطة وتطويرها.

د- أداة استراتيجية خارجية

: يسمح مخطط الاعمال بتوضيح الجدوى التشغيلية والاستراتيجية للمشروع وإقناع الشركاء المحتملين، ففي هذا المستوى يعتبر مخطط الاعمال معلومة استراتيجية تسمح للمستثمر الخارجي بتقدير واقعية، ملائمة، إمكانية وجدوى المشروع المقاولاتي.



3- خصائص مخطط الاعمال:

مخطط الاعمال هو بناء فكري مبني على وقائع ويواجه حقيقة اقتصادية واجتماعية، ومن أجل تفادي وجود انحرافات كبيرة في اعداده يجب الالتزام بالوقت المحدد لتحضيره من أجل اختبار الأفكار والفرضيات لدى الأطراف المهمة في المحيط المستهدف. إن خاصية *الفكرية* المرتبطة بمخطط الاعمال مدعمة ببعده التوقعي لذلك يعتبر بناء توقعي. من هذا المنطلق يتميز مخطط الأعمال بمجموعة من الخصائص كمايلي:

3-1 مخطط الاعمال كمسار لتقليل عدم اليقين (عدم التأكد):

يسمح مخطط الاعمال بتوضيح وتحديد مسار المؤسسة الجديدة، فهو يساهم في اختيار المسار المناسب بعد تحليل عدة مسارات (سيناريوهات). وجميع المعلومات المجمعة، المحددة والمدمجة خلال المسار تسمح بتحديد مصادر الخطر والقضاء عليها أو أخذها بعين الاعتبار في خيارات المؤسسة واستراتيجيتها.

3-2 مخطط الاعمال كمسار للمحاكاة:

المحاكاة هي التمرين المناسب لإعداد التوقعات، فمخطط الاعمال يسمح بمحاكاة عدة وضعيات وسيناريوهات يمكن للمؤسسة الجديدة مواجهتها في الواقع، ويسمح بمعرفة المتغيرات في كل سيناريو وتحديد ديناميكيتها. فالمحاكاة ليست متعلقة بالجانب المالي فقط وانما تتعلق بمحاكاة سلوكات مختلف الأطراف أو المؤسسات وتغيرات المحيط.

3-3 مخطط الاعمال كمسار للتدريب على مهنة المسير:

يسمح مخطط الاعمال تمرين حقيقي للمسير حول المكونات الأساسية لمهنته والمتمثلة في التفكير والتحليل الاستراتيجي، حيث يقدم للمقاول إطار واضح حول مهنته من خلال اكتشاف أهمية مواجهة التعقيد وصعوبة الاختيار واتخاذ القرارات الاستراتيجية وكيفية الجمع بين المعارف والمهارات المتعلقة بوضعيات متداخلة وديناميكية لا يمتلك فيها المقاول خبرة.



4- شروط اعداد مخطط الاعمال:

فلسفة مخطط الاعمال تقوم على اعتباره كوثيقة وهي الغاية، واعتباره منهج وهي الوسيلة. فمنهج مخطط الاعمال يتعلق بمسار ضروري للتفكير والتحليل الاستراتيجي. ويرتبط بناء واعادة بناء مخطط الاعمال بمجموعة من الشروط كمايلي:

1-4 التفاعلية:

التفاعلية في الزمان والمكان شرط ضروري للإعداد الجيد لمنهجية مخطط الاعمال، فالبعد الزماني يعني أن مخطط الاعمال يتغير دوريا ماينتج عنه نسخا متعددة. فمنهجية مخطط الاعمال تبدأ مع بروز الفكرة وتستمر حتى بعد إطلاق الأنشطة، لهذا يعد مسار بناء مخطط الاعمال كلوحة قيادة دائمة للمقاول. بينما يعتمد البعد المكاني على ارتباط مخطط الاعمال بشبكة من التبادلات والتفاعلات مع الافراد بغرض اعداده.

2-4 النمط التفسيري:

يوضح مخطط الاعمال مدى ملائمة الفرصة، كما يسعى الى اقناع الأطراف الاخذة باستخدام المنطق و الحجج القوية، لذلك يفضل عند اعداده على النمط التوضيحي أكثر من النمط الوصفي. ويعتمد النظام التفسيري على الأسئلة التالية: كيف؟ لماذا؟ أقل من؟ ماذا؟ من؟

3-4 تحليل عوامل الفشل:

ان توضيح عوامل نجاح مشروع معين هو أمر جيد، ولكن تقديم عوامل الفشل وتحليلها من طرف المقاول يعكس يقظته العالية في تحديد الخطر وقدرته على التحكم فيه. يتركز الخطر في التكنولوجيات المستخدمة، درجة الابتكار وحداثة المنتج، كما أن الخطر مرتبط بالثنائية منتج/سوق، عدم ملائمة الموارد أو غياب (أو عدم كفاية) المهارات المفتاحية.

4-4 المرونة الاستراتيجية:

تقوم المرونة الاستراتيجية عل مبدأ *لاتضع كل البيض في سلة واحدة*. فمخطط الاعمال يجب أن يحدد مجال النشاط الاستراتيجي بدقة، كما يجب أن يحدد الاستراتيجية الشاملة والتي هي ضرورية كما يجب أن يحتوي على عدة استراتيجيات للانسحاب. فهذه الأخيرة تسمح للمقاول بالتصرف بسرعة وبفعالية عندما يصعب تطبيق الاستراتيجية الشاملة. كم تعتمد المرونة الاستراتيجية على العمل بالسيناريوهات: سيناريو متفائل، سيناريو متشائم وسيناريو وسيط.




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة