U3F1ZWV6ZTM4NDgxMTk4MDE3NjZfRnJlZTI0Mjc3MjY3MjA5NDU=

الإدارة/التسيير

 


الادارة /التسيير


مقدمة

لقد تعددت تعاريف التسيير بتعدد المدارس و التيارات الفكرية، و لم تتفق آراء الباحثين حول تعريف موحد لمصطلح التسيير، حيث يأخذ كل تعريف بوجهة نظر منفردة. وكلمة تسيير يقابلها مصطلح Gestion بالفرنسية والذي يعتبر ضيق المضمون وغير شامل حيث انه يتضمن فقط مجموعة التقنيات في العملية التسييرية، أما مصطلح Management بالإنجليزية فإنه واسع النطاق بالإضافة إلى انه يتضمن القدرات والكفاءات القيادية التي تتوفر لدى المسير في إطار زماني ومكاني.

تعريف التسيير

هل التسيير علم أو فن أو مهنة؟

يمكن تعريف التسيير وفقا لوجهات نظر متعددة، قد تكتمل فيها جميع الجوانب أو يتم التطرق فيها لجوانب معينة فقط، ونسوف نستعرض فيمايلي جملة من التعاريف:

تعريف Brech: التسيير هو عملية اجتماعية تستلزم مسؤولية التخطيط الفعال وتنظيم العمليات لتحقيق هدف معين أو مهمة معينة.

تعريف H.Koontz: التسيير هو فن أنجاز الأشياء عن طريق الأفراد في مجموعات منظمة رسميا -أي المؤسسة-

تعريف H.Koontz & Weihrich: التسيير هو عملية تصميم والحفاظ على محيط يستطيع فيه الافراد العمل معا بفعالية ضمن مجموعات لتحقيق أهداف محددة.

تعريف H.Fayol (1916)  : التسيير هو التنبؤ، التنظيم، التوجيه، التنسيق والرقابة.

تعريف: G.Terry التسيير هو عملية محددة تتضمن عملية التخطيط، التنظيم، التوجيه والرقابة -باستخدام العلم والفن -. وذلك لتحقيق أهداف تم تحديدها مسبقا وذلك باستخدام الافراد ومختلف الموارد.

تعريف J.Lundy: التسيير أساسا هو مهمة تخطيط، تنسيق، تحفيز ورقابة جهود الاخرين لتحقيق هدف معين.

تعريف P.Drucker (1989) : يتعلق التسيير بالأفراد، أي مهمة المسير، واجبه وقدرته على جعل الافراد الآخرين قادرين على تقديم نتائج مشتركة، وجعل قدراتهم فعالة بما يجعل نقاط ضعفهم غير ذات أهمية.

تعريف Y.Evrard  (1993) : التسيير هو القيادة الشاملة للمؤسسة من خلال مجموعة من سياسات انتاج السلع والخدمات، الاتصال، التسويق، الموارد البشرية، التمويل والرقابة المالية. كل هذه السياسات متناسقة مع بعضها ومتقاربة في اتجاه استراتيجية المؤسسة وتنعكس في الثقافة التنظيمية للمؤسسة.

تعريف R-A. Thiétart (2003) : التسيير هو فعل أو فن أو طريقة لقيادة المؤسسة، توجيهها و التخطيط لتطويرها والرقابة عليها، وهذا ينطبق على جميع مجالات نشاطاتها.

 مستويات التسيير

هل يمارس التسيير بنفس الشكل في كل مستويات المؤسسة؟

إن التسيير يمارس في جميع المستويات التنظيمية في المؤسسة مهما كان نوعها، ولهذا يمكن تقسيم مستويات التسيير إلى ثلاثة مستويات:

 مستوى التسيير الاستراتيجي

 يسمى بالإدارة العليا ويهتم هذا المستوى بوضع القرارات الاستراتيجية التي تؤثر على أنشطة المؤسسة ووضعيتها الحالية والمستقبلية. كما يهتم بتحديد أهم توجهات المؤسسة على المدى البعيد الصادرة عن الإدارة العليا التي تهتم بتحديد الأهداف الاستراتيجية والخيارات الاستراتيجية مع الأخذ بعين الاعتبار موارد المؤسسة، نقاط قوتها وضعفها وكذلك فرص وتهديدات المحيط. القرارات المتخذة على هذا المستوى هي قرارات استراتيجية لأنها تخص كل المؤسسة وتلتزم بها لسنوات طويلة ومن الصعب عكسها أو التراجع عنها.

 مستوى التسيير التكتيكي

 يسمى بالإدارة الوسطى، يعتبر التسيير في هذا المستوى حلقة الوصل وأداة للربط والتنسيق بين المسيرين الاستراتيجيين والمسيرين التنفيذيين لتنفيذ التوجهات الاستراتيجية المحددة من قبل الإدارة العليا. ويهتم هذا المستوى بترجمة فلسفة ورؤية المستوى الاستراتيجي، ويضع تفصيلات الاستراتيجية في شكل خطط تكتيكية على المدى المتوسط كما ينقل وينسق العمل مع المستويات التنفيذية ويهتم بترشيد استخدام الموارد لبلوغ الأهداف المحددة. القرارات المتخذة على هذا المستوى هي قرارات تكتيكية أو وظيفية لأنها تتعلق بجزء معين من المؤسسة وتلتزم بها لمدة متوسطة ومن السهل عكسها أو التراجع عنها.

مستوى التسيير العملي 

يسمى بالإدارة التنفيذية لأنه يرتبط بالتنفيذ بشكل مباشر، يهتم هذا المستوى بتسيير وإدارة العمل اليومي من خلال وضع الخطط قصيرة الأجل، حيث يرتبط هذا المستوى بأعمال ومهام القاعدة أين يكون العمل الإشرافي المتعلق بقيادة وتحفيز الآخرين وحسن توجيههم وفهم سلوكياتهم وأنماط شخصياتهم وتهيئة المناخ النفسي والاجتماعي الملائم لإنجاز الأعمال وتحقيق الأهداف.

 مهارات التسيير

هل المسير يمتلك مهارات محددة لأداء عمله؟

مع تنوع واختلاف متطلبات عمل المسير باختلاف مستويات التسيير أو حجم المؤسسات وأنواعها، فعلى المسير أن يتمتع بمجموعة من المهارات الأساسية. وفي هذا الإطار اقترح خبير التسيير Robert L.Katz أنواع من المهارات. ويمكن تقسيم مهارات التسيير إلى مجموعتين، الأولى تضم أربعة مهارات عامة. أما المجموعة الثانية فهي مجموعة المهارات الخاصة والتي تضم ستة سلوكات رئيسية على المسير أن يتحلى بها.

1.3 المهارات العامة: وتضم خمس مهارات، وهي كمايلي:

1.1.3 المهارات الفكرية Compétences Conceptuelles:

المهارات الفكرية هي القدرة على رؤية المؤسسة ككيان كامل، و تتضمن التعرف على كيفية اعتماد الوحدات المختلفة للمؤسسة على بعضها البعض وكيف تؤثر التغييرات في أي جزء على جميع الأجزاء الأخرى. وتشمل أيضًا تصور لعلاقة المؤسسة بصناعتها، مجتمعها والمتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ككل. بالنسبة للإدارة العليا، تعد المهارات الفكرية أولوية لأن المديرين التنفيذيين لديهم أكبر اتصال مع العالم الخارجي.

ازدادت أهمية المهارات الفكرية للمسيرين لأن العديد منهم يضطر إلى إعادة التفكير بشكل جوهري في كيفية أداء العمل، حيث تحولت المؤسسات من التركيز على الأقسام الى التركيز على العمليات والعمل كفرق من أجل تحقيق الأهداف.

2.1.3 مهارات العلاقات الشخصية (المهارات الإنسانية) Compétences Interpersonnelles:

تتعلق هذه المهارات بالقدرة على العمل كفريق، فن التعامل مع الآخرين وفهمهم، توجيههم، تحفيزهم وقيادتهم على المستوى الفردي والجماعي بما يضمن الاتصال الفعال وبناء جهد تعاوني داخل المجموعة. وتعد المهارات الشخصية أكثر أهمية من المهارات التقنية في الوصول إلى المستوى الاعلى. وتعتبر مهارات الاتصال عنصر مهم في مهارات التعامل مع الآخرين، حيث تشكل الأساس لإرسال واستقبال الرسائل في العمل.

مجموعة فرعية مهمة من المهارات الشخصية للمسير هي التعددية الثقافية multiculturalism، أو القدرة على العمل بفعالية وإجراء علاقات أعمال مع أشخاص من ثقافات مختلفة. نفس الأهمية تكتسيها قدرة المسير أو الموظفين على التحدث بلغة ثانية، حيث أصبحت اليوم أحد الأصول المهمة في بيئة العمل العالمية والمتعددة الثقافات. 

3.1.3 المهارات التقنية Compétences Techniques:

تتضمن المهارة الفنية أو التقنية فهم نشاط معين وإتقانه من حيث فهم الطرق أو العمليات أو الإجراءات أو التقنيات. تشمل المهارات التقنية القدرة على إعداد الميزانية أو وضع جدول الإنتاج أو برمجة جهاز كمبيوتر أو عرض قطعة من المعدات الإلكترونية، يمكن للمهارة التقنية المتطورة أن تسهل الوصول إلى الإدارة. على سبيل المثال، بيل جيتس الذي انطلق في مسيرته المهنية في شركة مايكروسوفت من خلال تمكنه وتفوقه في البرمجة.

4.1.3 المهارات السياسية Compétences Politiques:

المسير في حاجة إلى هذه المهارات من أجل تحسين وضعيته وضمان قاعدة سلطة وربط العلاقات المناسبة. وتعد المؤسسات كالمضمار السياسي أين توجد منافسة حقيقية من أجل الموارد، لذلك فإن المسير الذي يمتلك مهارات سياسية هو الأكثر قدرة على توفير الموارد لمجموعته وبالتالي يضمن تحقيق أهداف المؤسسة. كما تشمل المهارات السياسية القدرة على إقامة العلاقات الصحيحة وإثارة إعجاب الأشخاص المناسبين، حيث يجب اعتبار المهارة السياسية مكملاً للكفاءة الوظيفية والمهارات الأساسية الأخرى.

المسير الذي يبالغ في التركيز على المهارات السياسية على حساب القيام بالعمل الاساسي يركز كثيرًا على إرضاء المتعاملين الداخليين في المؤسسة والتقدم في حياتهم المهنية، وهذا ما يبعده عن التعامل مع مشاكل العملاء وتحسين الإنتاجية.

5.1.3 مهارات التشخيص: وهي المهارات المتعلقة بالتعرف على أسباب (جذور) المشاكل واتخاذ القرارات المتعلقة بإيجاد حولا لها، وهذه المهارات تتطلب استخدام المهارات السابقة الفكرية، الإنسانية، التقنية والسياسية لتشخيص المشاكل وحلها.

2.3 المهارات الخاصة: قد أثبتت مجموعة من الدراسات وجود مجموعة من السلوكات قد تعد مهارات للمسير، وهي كالتالي:

1.2.3 مراقبة محيط المؤسسة ومواردها: يتعلق الأمر بالقدرة على قيادة الاجتماعات، اتخاذ القرارات المباشرة المبنية على معرفة دقيقة وحديثة للأهداف، بالإضافة إلى القدرة على التواجد في المقدمة واستباق تغيرات المحيط.

2.2.3 التنظيم والتنسيق: حيث يقوم المسير بتقسيم وقته بين مهامه، كما يضمن التنسيق بين العلاقات المترابطة.

3.2.3 تسيير المعلومات: استخدام قنوات المعلومات والاتصال من اجل تحديد المشاكل، فهم تطوير المحيط واتخاذ القرارات المناسبة.

4.2.3 البحث عن النمو والتطوير: يبحث المسير دائما عن تطوير ذاته ومجموعته وذلك عن طريق التدريب المستمر.

5.2.3 تحفيز الأفراد وتسيير الخلافات: يسعى المسير لدفع الأفراد للقيام بالعمل على أكمل وجه وإزالة مختلف المشاكل التي تقلل من مشاركتهم.

6.2.3 حل المشاكل الاستراتيجية: يتحمل المسير مسؤولية قراراته كما يجب أن يتحقق من أن مساعديه يستخدمون مهاراتهم كمتخذي قرار على أكمل وجه.



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة